الساموراي - samurai - 侍




الساموراي - samurai - 侍


الساموراي أو المحارب وهو شخص يتميز بقوته الكبيرة وبراعته في إستخدام السيف، لكن هل هذه الشخصية التي عهدنا مشاهدتها من خلال الرسوم المتحركة أو الأفلام, حقيقة أم أسطورة؟؟!

من هو الساموراي وما عمله :

ساموراي أو بوشي هو اللقب الذي يطلق على المحاربين القدماء في اليابان. تعني كلمة "ساموراي" في اللغة اليابانية "الذي يضع نفسه في الخدمة".

رغم أن اللفظ الأصلي استعمل في "فترة إيدو" لتمييز الرجال الذين كانوا يسهرون على حفظ الأمن، فقد تم تعميم هذه الكلمة لاحقا على كل الرجال المحاربين في اليابان.

يتم الخلط بين كلمتي "بوشي" و"ساموراي" بدون قصد أحيانا، ترجع الكلمتان في معناهما إلى حقبتين مختلفتين من تاريخ اليابان، كما أنهما تميزان وظيفتين مختلفتين أيضا.
البوشي (المحاربون)، ظهر دورهم عام 1185 م، وكانوا الحكام الفعليين للبلاد أثناء عهد الفوضى.
أهم ما ميز مظهرهم هو ارتداء الدروع، لم يعرفوا في حياتهم غير الحروب المتواصلة، كان قدرهم يتحدد في قلب المعارك التي كانوا يخوضونها. عملوا دائما على توسيع رقعة العشائر التي كانوا ينتموا إليها.
الساموراي، ظهر دورهم سنة 1615 م، كانوا موظفين يحملون السلاح، على غرار قوات حفظ النظام (الشرطة) اليوم، يغلب عليهم ارتداء الملابس الخفيفة (كيمونو). يخضع كل واحد منهم لأحد السادة الكبار.
كانوا يشكلون طبقة مستقلة، وضعوا أنفسهم في خدمة الشوغون (سيدهم الأول) ووطدوا له البلاد. كانت مهامهم الأساسية الأخرى تتمثل في إدارة الأراضي والسهر على مصالح أسيادهم في المقاطعات.
أطلقت كلمة ساموراي في بداية الأمر على الحرس الإمبراطوري المقيم في العاصمة كيوتو، والذي كان يقوم بالسهر على أمن العائلة الإمبراطورية وكبار العائلات من النبلاء.
مع نهاية "فترة هييآن"، أخذ دور البلاط يتراجع، دخلت البلاد مرحلة الفوضى وساد مبدأ الحرب في المقاطعات البعيدة، كان للـ"بوشي" الدور الفعال في هذه الفترة.
أخذت قوة بعض العشائر الكبيرة تتزايد، ما أدى في نهائية إلى اندلاع صراع عنيف بينها.

فترة إيدو

عرفت هذه الفترة انتهاء دور الرجال المحاربين (بوشي)، ليتركوا مكانهم لرجال الأمن (ساموراي).
ترك هؤلاء الدروع وعدتهم الثقيلة ليرتدوا لباس الـ"كيمونو".
كانت قطعتي السلاح (دائي-شو) التي يحملونها هي كل ما تبقى لهم من حقبتهم السابقة.

عادات الساموراي :

كانوا يتلقون تدريب شاقا فيصيرون متخصصين في الملاكمة واستعمال السيف والقوس وممارسة الحركات البدنية السريعة الماهرة. اذا ولد للساموراي ابن يقومون بمراسيم خاصة تسمى mamori-gatana ويهدونه أول سيف في حياته (طبعا السيف سيكون مجرد لعبة حلوة مربوطة فيه المحفظة وغالباً يدوم هذا السيف حتى يوصل الولد سن الخامسة. لكن عندما يصل الولد سن الـ 13 يقومون بمراسيم ثانية اسمها Genbuku وفيها يتسلم الولد أول سيف حقيقي مع درعه, ويعطونه اسم واحد بالغ ويصبح بعدها ساموراي
يرتدي الساموراي ( اللباس التقليدي الياباني ) الكيمونو ويطيلون شعورهم ويعتبرونه شرفا لهم والساموراي الذي يقطع أو يُقطع شعره يعتبرونه أقصى الإهانات التي يمكن تلقيها.
واصدروا قانون اخلاقي جديد عرف باسم "بوشيدو" اي ((طريق المحارب)). و اتخذوا زهرة الساكورا (شجرة الكرز) رمزهم الجديد . ديانتهم هي فرع من البوذية تسمى زن" تعلمهم احترام كل الكائنات الحية. كما كان حب الفن وتعلمه من الاشياء التي يتعلمونها. وكانوا يفتخرون بمهارتهم في الرسم وكتابة الشعر , وايضا تنسيق الزهور ( بالنسبة لليابانين تنسيق الزهور والإعتناء بها يعتبر من الفنون وحاليا يدرس في المدارس).

دروع وسيوف الساموراي:

اول شيء الأشخص الذين يبحثون سيوفهم فمستحيل إيجادها خارج اليابان لأن إخراج هكذا نوع من السيوف يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.
هذا يعني إنك لازم تروح اليابان عشان تاخذ سيف ساموراي أصلي .
لأن السيف اللي يكون أصلي من اليابان وتم صنعه على ايد واحد خبير هو سيف من قوة حدته يقدر إنه يفصل الشعرة شعرتين! وهو سلاح قوي لكن قبل ما يكون بالقوة هذه فـ هو يستمد قوة ثانيــة أهم من أي قوة واللي هي قوة حامل السيف.
هذا وطبعا هناك من الساموراي من يجيد استخدام سيفين في ان واحد وهذا يرجع لمهارة صاحب السيف .

نساء الساموراي :

نساء الساموراي مهمتهم الاساسية رعاية الابناء والاهتمام بامور المنزل وهذا هو الجانب القاسي من حياة نسائهم وذلك لغياب الازواج الدائم (اما انهم مسافرين لديار بعيدة او في حرب طاحنة)
ولذلك إحترفة نسائهم القتال للدفاع عن منازلهم .

كانت قيمة المرأة تعرف من خلال اتباع زوجها, تربية الاولاد, الاهتمام بالبيت, الاهتمام بالكبار والشيوخ, الاهتمام بالضيوف, الطبخ, تعليم الابناء, حفظ المعلومات القيمة, وأيظا يمكن للزوجة أن تعمل خادمة في بيوت أخرى, إذا كان معيارهم للزوجة الصالحة مختلف بعض الشيء عن معيار الأشخاص ذوي المهام الأخرى.
وكانوا يعتقدون ان الحب الزائد يخرب الصغار فـ كانوايعلمون الأبناء الانضباط في كل شي,كانت السيدات أيظا تتسمن بالرقة وحب الفن والموسيقى.

انتحار الهاراكيري :

تاريخيا بدأت طريقة الهاراكيري اليابانية في الانتحار عندما استولت طبقة المقاتلين على السلطة من الحكم الارستقراطي في القرن الثاني عشر, وفي غالبية الحالات كان الانتحار يحدث عندما يدرك جنرال ان قواته منيت بهزيمة. وأن مصيره في كل الحالات هو الموت، فكان من "الأشرف له" أن يقتل نفسه بدلا من ان يقتل على يد الأعداء.
في القرن السادس عشر، على سبيل المثال، عندما بدأت الحرب بين فصائل المقاتلين في كل انحاء اليابان أقدم بعض الجنرالات على الانتحار بطريقة الهاراكيري كي ينقذوا أرواح أفراد قواتهم. ومن الأمثلة المعروفة لهذا النوع من الانتحار قتل الجنرال مونيهارو شيميزو نفسه في مواجهة قوات هايدوشي تويوتومي، الذي كان واحدا من أقوى حكام اليابان، عندما حاصرت قوات هايدوشي تويوتومي قلعة أعدائه وقطع عنها امدادات الذخيرة والأغذية والمياه تماما بات من الواضح ان لا أمل في إنقاذ مونيهارو شيميزو وقواته. وقد عرض هايدوشي تويوتومي على مونيهارو شيميزو الانتحار مقابل إنقاذ حياة جنوده. ووافق مونيهارو على العرض وأقدم على الانتحار على طريقة الهاراكيري أمام الطرفين.

"الهاراكيري" هي ايضا الـ "سيبوكو"، وهي تعني في اللغة اليابانية "بقر البطن"، وهي طريقة للانتحار بنزع احشاء البطن، في كثير من الأحيان كان الساموراي يعين أحد المقربين له ليقطع رأسه بضربة سيف بعد أن يقوم ببقر بطنه بنفسه.

والمصطلح معروف في اللغة الانجليزية فقط بـ hara-kiri.

ويستخدم هذا المصطلح في اللغة العامية اليابانية ويعتبر غير مهذب. كما ان للنساء طريقة انتحار خاصة بهن يطلق عليها "جيغاي".

نهاية الساموراي:

كان سبب نهاية الساموراي هو دخول الغرب الى اليابان وذلك بسبب الامبراطور الذي ادعى انه إلاه (استغفر الله)وقد اعجب باعمال الغرب وتطورهم فعرض الإمبراطور عرضاً سخياً على عدد من المحاربين الأمريكيين للقدوم لليابان وتدريب جيشها على أساليب الحرب الحديثة ومحاربة فرسان الساموراي المتمردين الذين يمارسون التقاليد الغريبة بدلاً من التقاليد اليابانية الأصيلة. وقد علم معلم الامبراطور "كاتسوتو" بما ينوي فعله الامبراطور حيث أن هذا المعلم كانا تقريبا هو الحاكم الفعلي لليابان ( لأنه كان بمثابت قائد الساموراي ) فغضب كاتسوتو من الامبراطور لانه تخلى عن مبادئه وتقاليده وتخلى كاتسموتو عنه وقد اعتبره الامبراطور متمرد.

وايضا كان الشعب الياباني يخشى الساموراي لانهم يعتبرون الحكام الفعلين في ذلك الوقت فقد حارب الساموراي بعد حكمهم البلاد بعضهم البعض وهذا ما جعل الحرب تستمر لقرون .

قرر كتسموتو عدم التخلي عن سيفه مهما كان فطلب الامبراطور من الغرب مساعدته ووافق الغرب على ذلك فواجههم الساموراي وكانت النتيجه هزيمة الساموراي وخسارة الكثير من ارواح الجيش الياباني.
لو كان القتال السيف ضد السيف لفاز الساموراي ولكن كان القتال النار ضد السيف كما قتل الكثير من اعداء الساموراي

وكان ذلك هو نهاية الساموراي .

وذلك في عهد الامبراطور meiji في عام 1877م.

حديثا:

على الرغم من ان طبقة مقاتلي الساموراي لم تعد موجودة، فإن أفرادها تركوا إرثا لا ينسى، كما ان آثار تقاليد وعادات الساموراي لا تزال موجودة في الحياة اليومية للشعب الياباني، سواء كان ذلك في فنون القتال او تقاليد وعادات الحياة السلمية او المعتقدات الرئيسية او حتى فنون استخدام السيوف كسلاح.

فالاهتمام الكبير الذي يوليه مقاتلو الساموراي للشرف واستمرار النجاح لا يزال مؤثرا بدون شك على الطريقة التي تدار بها الأعمال التجارية في اليابان،

الشيء الذي ادى الى سيادة اخلاقيات عمل متميزة ساعدت اليابانيين على مواصلة تطوير وسائل تكنولوجية جديدة والتوصل الى إجابات وحلول لمشاكل الزمن الحاضر.

وكما بلور الساموراي الكثير من السلوكيات اليومية، بلوروا ايضا تقاليد الانتحار هربا من العار او الخزي, وهذه تعتبر من أكبار سلبيات المجتمع الياباني لأن الإنتحار بالنسبة للساموراي كان شجاعة وحفاض على الكرامة أما الإنتحار الحالي في المجتمع الياباني فهو ضعف و خوف.

بعض الأفلام المعروفة للساموراي:
+ الساموراي السبعة (شيتشينين نو ساموراي) هو فيلم ياباني بالأبيض والأسود قام"أكيرا كوروساوا" بإخراجه عام 1954 م.
+ الساموراي الأخير (the last samurai) من بطولة توم كروز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق